في القدس عاصمة السماء والأرض وعلى ثرى زهرة المدائن وبهية المساكن … تحقق حلم جميل
كنت منهمكاً في الإعداد للندوة التي أشارك بها مع جورج قرداحي وهالة سرحان وآخرين في منتدى الإعلام العربي بدبي بادرني نائب رئيس تحرير جريدة الأنباء ومدير جمعية الصحافيين الزميل عدنان الراشد بالسؤال: هل أنت مستعد للصلاة في المسجد الأقصى وتسجيل لقاء «الراي» في القدس الشريف ضحكت لكنني لم أتردد في قبول عرضه السخي غير المتوقع،، سألت نفسي هل فعلاً سيتحقق الحلم وأصلي في بيت المقدس بخمسمئة صلاة كما قال الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) أم انها إحدى مزحات أبويوسف؟
على أجنحة الخطوط الجوية الكويتية بدأت إجابة السؤال تتضح طرنا نحن وفد إعلامي صحافي كويتي الى عمان بعد أن تأخرت طائرتنا عن موعد إقلاعها بحجة ان الطيار قد طار في رحلة أخرى وان طياراً آخر في طريقه إلينا بسبب لخبطة في الجداول، وهي حجة لم أسمعها قط، الأهم اننا وصلنا الى عمّان وكان0 في استقبالنا سفير الكويت الدكتور حمد الدعيج، والتقينا برئيس مجلس النواب فيصل الفايز، واستضافنا سفيرنا في بيت العرب وهو الاسم الذي يطلق على منزله قبل أن نستسلم للنوم استعداداً للرحلة المرتقبة الى فلسطين.
انطلقنا صباحاً من الاردن باتجاه فلسطين عن طريق جسر الملك حسين، ودخلنا معبر جسر اللنبي فاختطلت المشاعر سعادة غامرة فالحلم يكاد يتحقق، وغصة بمشاهدة أول علم وجندي اسرائيلي في أول نقطة بعد الخروج من الأراضي الاردنية، دققوا على رخصة الزيارة الممنوحة من السلطة الفلسطينية والتي تسمح لنا بدخول الأراضي الفلسطينية وسألني عنها الكثيرون، واعتقدوا مخطئين أن جوازاتنا قد ختمت بختم المحتل الغاصب وهذا ما لا نقبله وما لم يحدث أبداً.
اريحا أقدم المدن في العالم التي سكنت وما زالت مأهولة بالسكان والتي يعود تاريخها الى 10000 سنة قبل الميلاد، هي المدينة الفلسطينية الأولى التي تفتح ذراعيها لنا واستقبلنا محافظ المدينة ماجد الفيتاني وعدد من وسائل الإعلام الفلسطينية استقبالاً حاراً وأجرينا مقابلات مع التلفزيون الفلسطيني، مررنا في طريقنا الى رام الله على الأسواق وسط مدينة أريحا النقطة الأكثر انخفاضا بالعالم ورأينا الناس مقبلة على الحياة بلا استسلام.
وين ع رام الله
وفي الطريق من أريحا إلى «حارسة القدس» رام الله تنشر العشوائيات حيث يسكن عرب الجهالين وغيرهم ومأساتهم محاولات التشريد وانتزاع الأرض المستمر باستمرار الاحتلال الصهيوني لبناء المستعمرات التي تنتشر في فلسطين كانتشار السرطان في جسد المريض، وأكبر هذه المستوطنات الإسرائيلية «معالي أدوميم» وبدايتها كما غيرها كرفانات موزعة عشوائية تتحول بقدرة قادر إلى مدن نموذجية تشبه إلى حد ما مناطق البيوت الحكومية الموحدة في بلادنا، خيل لنا أن شواهد قبور تنتشر على جنبات الطريق وعندما سألنا قيل لنا انها بقايا أشجار الزيتون قطعها وأتلفها الكيان الصهيوني الغاصب تمهيدا لتشييد الطرق والمستوطنات.
اجواء وحارات ومباني رام الله ذكرتني بلبنان، ثورة على الدمار ودعوة للأمل شعرت بها وسط هذه المدينة التي تبني كلما دمروا وآخر ما بنت فندق الموفنبيك الذي افتتح في نوفمبر 2010 والذي لم أتوقع للأمانة أن اسكن في فندق بأناقته وفخامته على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
بعد الراحة من عناء السفر كان موعدنا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي يتخذ من رام الله مركزا له وللسلطة الوطنية الفلسطينية، وفي مقر الرئاسة التقينا وأثنى على زيارة الوفد للاطلاع على المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي ودعا إلى دوام التواصل دعما للصمود ولنقل صورة حقيقية عن معاناة الإنسان هناك، وتبادلنا الحديث حول المفاوضات لإقامة الدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل والموقف الاميركي، من وقف الاستيطان والمصالحة الفلسطينية وبعد العشاء خصص الرئيس جزءا من وقته لمشاهدي «لقاء الراي» وسجل معي لقاء قصيرا أجاب فيه عن اسئلتي حول مفاوضاته مع المجرم نتنياهو وتخليه عن خيار المقاومة والأسباب الحقيقية لعدم تشكيله حكومة توافقية مع «حماس» والخلاف مع محمد دحلان والعبر التي يستخلصها من وضع الحكام العرب ومصير أملاك الكويتيين في فلسطين وغيرها من موضوعات واختتم اللقاء بتبادل الهدايا التذكارية وعشاء فلسطيني تمثل بالقدرة والمنسف والكنافة النابلسية تحدث خلاله الرئيس عن ذكرياته مع الاعمال الفنية والمسرحيات الكويتية خصوصا ما قدمه الفنان عبدالحسين عبدالرضا.
جامعة القدس… الأمل
محطتنا التالية كانت منطقة ابو ديس حيث ألقينا قبل زيارتنا لجامعة القدس نظرتنا الاولى على قبة الصخرة الذهبية، كان المنظر مهيبا للقدس السليب من أعلى التل وخلف جدار الفصل العنصري الذي يفصل القدس عن بقية المدن، طلبة يعيشون يومهم الدراسي والتفاؤل ملء اعينهم راضين بقدرهم والامل يحدوهم ان يكونوا غد بلادهم المشرق، سألت مجموعة منهم هل تنوون ترك البلد بعد التخرج فكانت الاجابة واحدة… لا طبعا.
وفي الجامعة نفسها زرنا متحف أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة الذي يحكي رحلة الأسر من معاناة الاسرى في الزنازين إلى حياتهم وطرق تعذيبهم، ويعرض عددا من المشغولات اليدوية كلوحات ومجسمات للمسجد الاقصى صنعوها داخل السجن بأيديهم، كم شعرت بالفخر عندما قرأت انه شيد بتمويل سخي من حكومة الكويت والصندوق العربي.
عراقة خليل الرحمن
إلى مرقب الانبياء وزوجاتهم في مدينة حبرون لأو التي سميت لاحقا بالخليل وهي القابعة بين المستوطنات توجهنا وقبل دخول البوابة وكأي مدينة فلسطينية اخرى تقف لافتة حمراء «ممنوع دخول الاسرائيليين»، تعزيزا للفصل العنصري وبالتأكيد لا تطبق على الجيش.
استقبلنا محافظ الخليل كامل حميد واوصانا بعد الترحيب بنقل معاناة الشعب الفلسطيني وتكرار مثل هذه الزيارات التي تعكر صفو العدو، ثم انطلقنا حتى وصل الباص إلى نقطة لا يمكنه تجاوزها بسبب الحارات الضيقة في المدينة العريقة التي استمدت اسمها من نبي الله ابراهيم خليل الرحمن عليه السلام… وسيطرة إسرائيلية واضحة لمدخل الحرم الإبراهيمي الوحيد، منعونا من ادخال مايكرفون «الراي» والتصوير التلفزيوني لكننا تمكنا من اخفاء الكاميرا وادخالها لتتجول وتنقل صورة حقيقية لمشاهداتنا في الحرم والمقسم إلى جزءين الاكبر بالتأكيد لليهود، صلينا العصر جماعة وقمنا بجولة سريعة في اسواقها القديمة التي اضطر اصحاب المحلات الخلايلة لتسقيفها بسبب رمي المستوطنين القلة الذين يقطنون المساكن اعلى الاسواق الحجارة والقاذورات لتهجير الفلسطينيين الصامدين، لكن هيهات فهناك جهود فلسطينية لتشجيع أهل المدينة على الاقامة، منها منح بيوت وخدمات مجانية.
المحطة التالية كانت المدينة القديمة جنوب القدس والتي كانت تسمى (بيت ايلو لاهاما) واليوم هي بيت لحم مدينة التسامح والتعايش بين المسلمين والمسيحيين والذي يتجلى بوجود كنيسة المهد، التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر (330م) فوق كهف أو مغارة يعتقد أنها الاسطبل الذي ولد فيه المسيح (عليه السلام) ومقابل مسجد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وهو المسجد الأقدم والوحيد في بيت لحم، وخلصنا إلى أن القضية الفلسطينية قضية عالمية إنسانية.
تجولنا في أسواق رام الله القديمة وتعرفنا على البسطاء وسمعنا منهم معاناة الحياة اليومية ومشكلات الدخول والخروج من قراهم التي يسيطر العدو على مداخلها ويفتحها مرتين باليوم، وقصص الأسرى في السجون وحياتهم الطبيعية وصلابتهم رغم الأحكام التي تصل إلى ثلاثة مؤبدات بتهمة المقاومة، ويحتم علينا واجبنا الإنساني أن نسلط الضوء على تفاصيل ما شاهدناه حيث التقينا بزوجة عميد الأسرى الفلسطينيين فخري البرغوثي الذي قضى 34 عاماً في السجن ضم خلالها ولديه الأسيرين للمرة الأولى داخل السجن.
الحلم يتحقق
انتظرنا كثيرا لكننا اقتربنا من بلوغ مرادنا، على أحد مداخل القدس السليب وجدار الفصل العنصري المقيت توقفنا لدقائق مر فيها أمامنا جيش العدو الإسرائيلي من الجنسين والألسن تلهج بالدعاء حتى تتيسر المهمة، وبفضل الله تيسرت ودخلنا عاصمة السماء والأرض في أجواء روحانية جميلة شاهدنا سور القدس القديمة وسور المسجد الأقصى الذي يضم داخله المسجد القبلي أو المسجد الأقصى ذا القبة الرمادية ومسجد قبة الصخرة التي وقعت عيناي عليه للمرة الأولى بين شجر كثيف.
«الحمد لله الذي أخضع كل شيء لملكه»… تحقق حُلم جميل وهأنذا أتمعن بتفاصيل قبة الصخرة وأشاهد آثار الرصاص على جدرانه والسياح من كل العالم ينتشرون في ساحاته إلا أبناء ديني محرومون، وفي زاوية أخرى التف عدد من المسلمين في حلقة في درس للقرآن الكريم، دخلنا وصلينا في المحراب تحت الصخرة التي عرج منها المصطفى الأمين (صلى الله عليه وسلم) إلى السماء على البراق والتي يعتقد البعض أنها معلقة بين السماء والأرض ولكنه اعتقاد خاطئ كما قال لنا المقادسة حراس بيت المقدس.
ومن قبة الصخرة مشيا على الأقدام إلى المسجد القبلي أو المسجد الأقصى ذي القبة الرمادية، صلينا ودعونا أن يرزق الله الأحبة صلاة في القدس مطهرة محررة من دنس الغاصبين، الوقت قليل والزيارة قصيرة وعلى وقع صوت المنادي «يلا يابوفتين» أخذت بيدي حفنة من تراب الأرض الطاهرة وغادرت مودعا حلمي.
مرورا بسوق القطانين والأسواق القديمة وصلنا إلى كنيسة القيامة التي يملك مفاتيحها المسلمون والتي تقول العقيدة المسيحية ان نبي الله عيسى (عليه السلام) قد صُلب وغُسل ودفن فيها، لذلك وجدناها تغص بالزوار قاصدينها من مختلف بقاع الدنيا، وفي صورة أخرى من صور التعايش تنتصب مئذنة مسجد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) مقابل الكنيسة لتقول مرة أخرى ان القضية الفلسطينية قضية العالم أجمع.
اليوم الأخير
قبل توجه الوفد إلى نابلس حيث يُقام الحفل الخيري لسفير النوايا الحسنة الفنان عبدالله الرويشد، أقامت محافظ رام الله الدكتورة ليلى غنام وهي أول «محافظ» امرأة في فلسطين مأدبة غداء على شرف الوفد الكويتي في بيت فلسطيني قديم جميل، وبعد المسخن والكنافة صعدنا الحافلة باتجاه جبل النار مدينة نابلس وتحديدا إلى مدرج جامعة النجاح الوطنية حيث اجتمع أكثر من 10 آلاف فلسطيني في حفل خيري بدأه وختمه الرويشد بتحية أسر الشهداء والأسرى وحيا أيضاً الصمود الفلسطيني بمقولة معروفة لديهم وهي «سأقبل أرض زنزانتي لأنها جزء من الوطن»… محطتنا الأخيرة كانت مطعم ترويقة حيث العشاء الأخير في رام الله: كعك بسمسم، فلافل، جبنة مقلية بزيت زيتون، لبنة وزعتر وعناقيد طماطم وبيض وتين ورمان.
انقضت أيام رحلتنا الجميلة سريعاً… اريحا… رام الله… الخليل… بيت لحم… القدس… نابلس… غزة وكل المناطق التي لم نصلها… إلى لقاء قريب.
قوّاكم الله وبيض الله وجوهكم. .. وشكراً من القلب
• رئيس الوفد ورئيس جمعية الصحافيين الكويتية احمد يوسف بهبهاني ونوخذة الرحلة نائب رئيس تحرير الزميلة الانباء ومدير جمعية الصحافيين عدنان الراشد.
• والوفد المكون من: رئيس تحرير جريدة (الانباء) يوسف المرزوق والفنان عبدالله الرويشد ومديرة جريدة (كويت تايمز) بدرية درويش ونائبة رئيس تحرير مجلة (اليقظة) داليا الشاطر وعضو مجلس ادارة جمعية العلاقات العامة الكاتبة ريم الوقيان وعضو جمعية المحامين الكويتية المحامية سهام الوشمي والثنائي الجميل المصور ماجد السابج والاقتصادي بدر المطوع.
• مدير مكتب «كونا» في عمّان الزميل نجم الشمري والزملاء مراسل «الراي» في القدس محمد ابوخضير والمصور احمد جلاجل ومراسلة وكالة الانباء الكويتية «كونا» نجود القاسم قدموا لنا كل الدعم والمساندة وسهلوا مهمتنا الاعلامية وفوق كل هذا اكرمونا بهداياهم التذكارية فلهم الف شكر وتحية.
• سفير الكويت في المملكة الاردنية الهاشمية الدكتور حمد الدعيج وطاقم السفارة والملحقان الثقافي والعسكري.
• عبدالحكيم زريقي من السفارة الفلسطينية في عمّان وطاقم السفارة وحسام الدبّاس ابو انس المكنى بأبوحمود وهبة الياسيني وخالد السعدي وفريق الاعلام والضيافة والعلاقات العامة والحماية الشخصية من مكتب الرئيس الفلسطيني.
من هنا وهناك
• الأسير المحرر فهد ابو الحاج الذي شيد متحف ابوجهاد للحركة الاسيرة دخل السجن امي تعلم القراءة والكتابة واخذ الثانوية في السجن! خرج وحصل على الماجستير واليوم يحضر للدكتوراه.
• زوج مراسلة وكالة الانباء الكويتية «كونا» في رام الله نجود القاسم محكوم بالمؤبد بتهمة المقاومة ومعتقل في بئر السبع منذ 8 سنوات… ويحق لحيفا (10 سنوات) ابنة نجود ان تزور والدها المعتقل المقاوم مرتين شهرياً لمدة 45 دقيقة فقط على ان تخرج من بيتها الساعة 5 صباحاً وتعود منتصف الليل!
• سألت بائعاً في دكان صغير في سوق القطانين جانب المسجد الاقصى بكم تبيع هذا المصحف الشريف فأجاب 20 شيكل! لم اتقبل الاجابة ودعوت الله ان يطهر هذه البقعة المباركة من الغاصبين.
• يتفنن الفلسطينيون في رسم معاناتهم ورسائلهم على لوحات جدارية في الحارات ولعل ابرز اللوحات تلك التي تتحدى جدار الفصل العنصري الذي قطع فلسطين وقسمها.
• رفضت بائعة الخضار السيدة خديجة قديح ام ناجح ان اصورها او اجري معها مقابلة وصرخت بوجهي «بدنا ارضنا اللي راحت ما بدنا اعلام»! اوضحت لها دورنا ورسالتنا فغيرت رأيها وحكت لي معاناتها وفي اليوم التالي جهزت لي ثوباً فلسطينياً من عملها لوالدتي وميرامية وزعترا وزيتونا وزيتا وقالت «رفي جناحك رفي ع الكويت يا زرزورة سلمي أهل الكويت سمحين الوجه والصورة… رفي جناحك رفي يا شنارة سلمي ع أمير الكويت صباح وع كل الإمارة».
• تعرف نابلس بالوصفة التقليدية لصناعة الصابون النابلسي الشهير والمصنوع يدوياً من الزيت الزيتون النقي ومكونات طبيعية اخرى وهي الطريقة التي بدأت صناعة الصابون فيها منذ القرن العاشر الميلادي في نفس المدينة.
• يستخدم الفلسطينيون كلمة «عطوفة» قبل اسم مسؤول ما كمرادف لسعادة او فخامة.
• خلال لقائنا بالرئيس ابومازن قال: نعم اعتذرت للكويتيين عندما زرت الكويت وموقفي كان واضحاً ضد الغزو الصدامي الغاشم للكويت واثنى على كلامه كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات.
• مستشفى جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في القدس ووضع حجر اساسه الشيخ عبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه في عام 1964 وهو اليوم مستشفى ومركز لتدريب وتعليم طلبة الطب والتمريض ويعاني المستشفى مع الأسف مادياً ما يمنعه من تطوير هذا الصرح الذي يعرف هناك بمستشفى الكويت.
اترك رداً
تريد المشاركة في هذا النقاششارك إن أردت
Feel free to contribute!