عزيزٌ علينا فقدك .. ياعزيز
:: كان يلعب كرة .. سقط من طوله .. توقّف قلبه .. انتهت الحكاية ::
ها هو الأجل المحتوم يعود ليخطف منّا أحباباً ويخلّف حسرةً ولوعة فراق، عاد هذه المرة ليقطف أحد ورود هذه الحياة، ففي مساء يوم الإثنين 14/12/2015 فجعنا بخبر ارتحال عبدالعزيز وإلى هذه اللحظات التي أكتب فيها أنا بين الحقيقة والحلم حول الخبر، هذا الشاب الذي شهد له الجميع بدماثة خلقه وابتسامته الدائمة التي تعلو محياه، شاب اجتمع فيه الحُسن بخصاله المختلفه، وعي وثقافة وحسن خُلق وطموح ورساليّه، (كان يلعب كرة، سقط من طوله، توقّف قلبه، انتهت الحكاية)، هكذا يروي أخوه عبد الله قصة فقده باختصار.
يحار القلم ويعجز اللسان فيما سيذكره عن الفقيد الشاب، هل أتحدث عن دماثة أخلاقه والتي كانت سجيّته بين الناس! وهو القائل (التعامل بإنسانية يبقى أبد الدهر، أما السلطة فهي زائلة لا محالة، لذلك أحسن التعامل مع الناس، وكن دائماً على خلق حسن)، أم أتحدث عن رساليته في الحياة عبر العمل التطوعي الشبابي والعمل الإعلامي!، أم أتحدث عن دور الأنبياء المتمثل بعمله كمعلم وشدّة ارتباط طلاّبه به وحبّهم له وقد بدت ملامح التأثر جليّةً على طلابه ممن حضر الصلاة عليه .
عبد العزيز مثالٌ واقعيٌّ للشاب الطموح، الفاعل العامل في مجتمعه، وقد عرفته منذ نعومة أظفاره مؤدباً خلوقاً، طيّب القلب، يحمل مسؤولية العطاء بكلتا كفيّه لتكون أمام عينه دائماً، دائم العمل بجدّ، فأبى أن يرتحل عن هذه الدنيا قبل أن يترك بصمته على لوح الحياة ليستذكره كل من كان بقربه ويتعرف عليه من لم يعرفه.
رسالتي إلى العم بوعبدالله (والد الفقيد)، نعم ياعم لا يرتحل عن هذه الدنيا بعمر الزهور إلاّ الطيب الذي يجتبيه الباري جل وعلا ليكون في مقعد صدق عند مليك مقتدر، يحق لك أن تذرف دموعك على عبد العزيز ولكن لتكن سلوتك ياعم حب الناس للفقيد، فكان الفقيد ثمار التربية الصالحة التي بذرتها فأينعت ولداً صالحاً قد أسر قلوب من عرفه، وجاء يبحث من لم يعرفه عن سر حب الناس له، نعم ياعم يجتبيه الله تعالى ليكون عند من هو أرأف وأعطف به منّا، يجتبيه الباري تعالى ليرفع به مقامكم عنده فتكونوا مصاداقاً لقوله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
ورسالتي إلى عبدالعزيز .. نم قرير العين يا حبيبي، رحلت خلسةً وتركت نار الفقد تشتعل في قلب من عرفك وأحبك، ثق ياحبيبي أنك لن تُنسَ، أسأل الله تعالى لك الرحمة والدرجات العُلا ولنا الصبر والسلوان .. ولاحول ولاقوة إلاّ بالله العلّي العظيم
المصدر: http://a-faisal.net
اترك رداً
تريد المشاركة في هذا النقاششارك إن أردت
Feel free to contribute!